أجمع علماء الصحابة وأهل
العلم من أهل السنة والجماعة أن المؤمنيين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، لقوله
تعالي : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
وقال عز وجل : "
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " ، وصح عن النبي – صلي الله عليه وسلم – أن
الحسنى هي الجنة وأن الزيادة هي النظر إلى وجه الله .
وقال – صلى الله عليه
وسلم - : " إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون
في رؤيته " ، وفي لفظ : " كما تطلع الشمس صحوا ليس دونها سحاب "
ونقل ابن رجب وغيره
الإجماع على ذلك
أما الكفار المشركون
فاختلف العلماء فيهم والراجح أنهم لا يرون ربهم، لقوله تعالى : " كلا إنهم عن
ربهم يومئذ لمحجوبون " فإذا حجب الكفار عُلم أن المؤمنيين غير محجوبين .
قال ابن تيمية في
الفتاوى : قيل لمالك : يا أبا عبد الله هل يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة ؟ فقال
مالك : لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب.
وقال ابن باز – رحمه
الله - : " من أنكر رؤية المؤمنيين لله يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مرتد
"
وسئل الشيخ ابن عثمين –
رحمه الله - : هل هناك تفاوت بين المؤمنيين في رؤية الله عز وجل ؟
قال : " الظاهر :
أنها حسب العمل والدرجة؛ لأنه لا يستوي أبو بكر رضي الله عنه مع مؤمن ناقص الإيمان
"
واختلف بعض العلماء على
رؤية النساء لربهم في الجنة على ثلاثة أقوال :
قيل لا ؛ لأنهن مقصورات
في الخيام
وقيل نعم ؛ لأنه لا مانع
من رؤيته سبحانه في الخيام وغيرها ، وقد قال تعالى : " إن الأبرار لفي نعيم
على الأرائك ينظرون "
وقول ثالث هو : أنهن
يرين الله في مثل أيام الأعياد، فإنه سبحانه يتجلى في مثل تلك الأيام تجلياً عاماً
دون غيرها، وهذا كلام لا دليل عليه
والراجع أنهن يرين ربهم
لعموم الأحاديث المذكورة سالفاً .
هذا والله أعلم