الأربعاء، 3 يونيو 2020

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي



لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أمريكي.
فما هي وقائع تلك الفضيحة ؟ وكيف أثرت على الواقع والتاريخ الأمريكي ؟

في عام 1968 فاز ريتشارد نيكسون – الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة – على منافسه الديمقراطي هيوبرت همفري بنسبة صعبة جداً ، 43,5 % إلى 42 % ، مما جعل نيكسون يفكر جيداً في معركة التجديد عام 1972، فقرر التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى ووتر جيت !
وبالفعل فاز نيكسون بالإنتخابات عام 1972 بفارق كبير على منافسه الديمقراطي جورج ماكغفرن.

وفي 17 يونيو 1972 تم القبض على سبعة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تجسس، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الإتهام إلى الرئيس نيكسون.
حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بأن يسلم نيكسون تسجيلات البيت الأبيض لمحققي الحكومة، ولكن البيت الأبيض سلم الأشرطة بعد حذف مقاطع مهمة منها؛ مدعياً أنها حذفت عن طريق الخطأ، وقامت الـ CIA بعرقلة الحصول على أجزاء أخرى بحجة أنها تحوي تفاصيل تمس بأمن الدولة.

وكشفت هذه التسجيلات أن نيكسون شارك في المؤامرة الهادفة إلى إخفاء النشاطات التي حدثت بعد الاختراق كما حاول استغلال الموظفين الرسميين الفدراليين لعرقلة التحقيق.
وأشارت التحقيقات إلى وجود مبالغ مالية بحوزة المدانين تثير الشكوك، وعند تتبع الحسابات المالية وجد أن لها علاقة بمؤسسات ممولة لحملة إعادة انتخاب الرئيس نيكسون.

وفي  عام 1973 وافقت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب على بنود سحب الثقة ضد نيكسون ووجهت له ثلاث تهم وهي: إعاقة العدالة، وإساءة استخدام سلطاته الرئاسية، وعدم الامتثال للاستدعاءات القضائية.
وفي 1 مارس 1974 الحكم النهائي يصدر في حق المتهمين السبعة في قضية التجسس، وتتم الإشارة إلى الرئيس نيكسون كمشارك في تلك القضية.

وقامت جريدة الواشنطن بوست بنشر تفاصيل تلك الفضيحة وانتشر خبر تورط الرئيس في عملية التغطية على تورطه وتبخر الدعم السياسي له بشكل كامل، مما اضطر نيكسون للإستقالة من منصبه في التاسع من أغسطس عام 1974، وصرح للشعب الأمريكي في خطاب تلفزيوني قائلاً: "لم أكن انهزامياً أبداً، وتركي لمنصبي هو أمر تبغضه كل غريزة في جسدي، لكن بصفتي رئيساً يجب أن أضع مصلحة أمريكا أولاً".
ويعتقد الكثيرون أن مجلس النواب الأمريكي كان ليسحب الثقة من نيكسون ثم ينتقل القرار إلى مجس الشيوخ الذي كان ليفعل المثل لو لم يستقل الرئيس الأمريكي قبل الوصول إلى هذه المرحلة.

وبذلك يصبح ريتشارد نيكسون هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استقال من منصبه، وبعدها أصبح إضافة كلمة "جيت " بعد أي مصطلح معين هو إشارة إلى فضيحة واسعة خاصة في المجال السياسي
وفي الثامن من سبتمبر عام 1974، أصدر الرئيس الجديد جيرالد فورد  المرشح الجمهوري أيضاً عفوًا رئاسياً عن نيكسون عن دوره في  فضيحة ووترجبت، وكان من أكثر القرارات إثارة للجدل.

وفي ديسمبر الماضي أعطت محطة "إتش بي أو" الأمريكية الضوء الأخضر لإنتاج مسلسل قصير حول فضيحة "ووترجيت" التي أدت إلى سقوط الرئيس ريتشارد نيكسون، وسيكون من بطولة وودي هارلسون وجاستن ثيرو.
وسبق لهذه الفضيحة أن كانت موضع أفلام سينمائية طويلة أشهرها " Men President's All the "   
من إخراج آلن باكولا.

هناك تعليقان (2):

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي

لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أ...