الأربعاء، 3 يونيو 2020

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي



لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أمريكي.
فما هي وقائع تلك الفضيحة ؟ وكيف أثرت على الواقع والتاريخ الأمريكي ؟

في عام 1968 فاز ريتشارد نيكسون – الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة – على منافسه الديمقراطي هيوبرت همفري بنسبة صعبة جداً ، 43,5 % إلى 42 % ، مما جعل نيكسون يفكر جيداً في معركة التجديد عام 1972، فقرر التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى ووتر جيت !
وبالفعل فاز نيكسون بالإنتخابات عام 1972 بفارق كبير على منافسه الديمقراطي جورج ماكغفرن.

وفي 17 يونيو 1972 تم القبض على سبعة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تجسس، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الإتهام إلى الرئيس نيكسون.
حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بأن يسلم نيكسون تسجيلات البيت الأبيض لمحققي الحكومة، ولكن البيت الأبيض سلم الأشرطة بعد حذف مقاطع مهمة منها؛ مدعياً أنها حذفت عن طريق الخطأ، وقامت الـ CIA بعرقلة الحصول على أجزاء أخرى بحجة أنها تحوي تفاصيل تمس بأمن الدولة.

وكشفت هذه التسجيلات أن نيكسون شارك في المؤامرة الهادفة إلى إخفاء النشاطات التي حدثت بعد الاختراق كما حاول استغلال الموظفين الرسميين الفدراليين لعرقلة التحقيق.
وأشارت التحقيقات إلى وجود مبالغ مالية بحوزة المدانين تثير الشكوك، وعند تتبع الحسابات المالية وجد أن لها علاقة بمؤسسات ممولة لحملة إعادة انتخاب الرئيس نيكسون.

وفي  عام 1973 وافقت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب على بنود سحب الثقة ضد نيكسون ووجهت له ثلاث تهم وهي: إعاقة العدالة، وإساءة استخدام سلطاته الرئاسية، وعدم الامتثال للاستدعاءات القضائية.
وفي 1 مارس 1974 الحكم النهائي يصدر في حق المتهمين السبعة في قضية التجسس، وتتم الإشارة إلى الرئيس نيكسون كمشارك في تلك القضية.

وقامت جريدة الواشنطن بوست بنشر تفاصيل تلك الفضيحة وانتشر خبر تورط الرئيس في عملية التغطية على تورطه وتبخر الدعم السياسي له بشكل كامل، مما اضطر نيكسون للإستقالة من منصبه في التاسع من أغسطس عام 1974، وصرح للشعب الأمريكي في خطاب تلفزيوني قائلاً: "لم أكن انهزامياً أبداً، وتركي لمنصبي هو أمر تبغضه كل غريزة في جسدي، لكن بصفتي رئيساً يجب أن أضع مصلحة أمريكا أولاً".
ويعتقد الكثيرون أن مجلس النواب الأمريكي كان ليسحب الثقة من نيكسون ثم ينتقل القرار إلى مجس الشيوخ الذي كان ليفعل المثل لو لم يستقل الرئيس الأمريكي قبل الوصول إلى هذه المرحلة.

وبذلك يصبح ريتشارد نيكسون هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استقال من منصبه، وبعدها أصبح إضافة كلمة "جيت " بعد أي مصطلح معين هو إشارة إلى فضيحة واسعة خاصة في المجال السياسي
وفي الثامن من سبتمبر عام 1974، أصدر الرئيس الجديد جيرالد فورد  المرشح الجمهوري أيضاً عفوًا رئاسياً عن نيكسون عن دوره في  فضيحة ووترجبت، وكان من أكثر القرارات إثارة للجدل.

وفي ديسمبر الماضي أعطت محطة "إتش بي أو" الأمريكية الضوء الأخضر لإنتاج مسلسل قصير حول فضيحة "ووترجيت" التي أدت إلى سقوط الرئيس ريتشارد نيكسون، وسيكون من بطولة وودي هارلسون وجاستن ثيرو.
وسبق لهذه الفضيحة أن كانت موضع أفلام سينمائية طويلة أشهرها " Men President's All the "   
من إخراج آلن باكولا.

الأحد، 31 مايو 2020

الفوائد الجلية في قصة النبي ذي الطلعة البهية


ذكر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره المعروف بإسم " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " ، ذكر فصل في شئ من العبر والفوائد التي اشتملت عليها قصة يوسف عليه السلام،
أنقلها لكم بإيجاز وتصرف :

1.      أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لقوله تعالى في بداية السورة : " نحن نقص عليك أحسن القصص " ، ولما فيها من العبر والأيات .

2.      أن تعبير الرؤيا علم له أصول، وقد علمه الله يوسف عليه السلام، لقول أبيه له : " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث "

3.      كما أن الأنوار زينة السماء وجمالها، فكذلك الأنبياء والعلماء، زينة الأرض وجمالها، وبهم يهتدي في الظلمات،
ولأن الأصل أبوه وأمه، وإخوته هم الفرع، فمن المناسب أن يكون الأصل أعظم نوراً، وهذا في قوله : " إني رأيت أحد عشر كوكباً " وهم إخوته ، " والشمس والقمر " وهم أبوه وأمه.

4.      أن هذه القصة وغيرها دليل على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث قص تلك القصص على قومه وهو لم يقرأ كتب الأولين، ولا دارس أحداً.

5.      أنه ينبغي البعد عن أسباب الشر وكتمان ما تخشى مضرته، لقول يعقوب ليوسف : " لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً " ، ومنها أنه يجوز ذكر الإنسان بما يكره على وجه النصيحة لغيره، لقوله " فيكيدوا لك كيداً "

6.  أن نعمة الله على العبد نعمة على من يتعلق به، من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، لقول يعقوب ليوسف : " ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب "

7.      أن العدل مطلوب في كل شئ حتى في معاملة الوالد لأولاده، في المحبة والإيثار

8. الحذر من شؤم الذنوب، وأن الذنب الواحد يستتبع ذنوباً متعددة، فإخوة يوسف احتالوا على أبيهم لأخذ يوسف وكذبوا عدة مرات حتي يستطيعوا التفريق بين يوسف وأبيه.

9.      أن العبرة في حال العبد، بكمال النهاية لا بنقص البداية، فإخوة يوسف قد تابوا وأنابوا وسامحهم أخوهم ودعا لهم أبوهم، وهم الأسباط الذين ذكرهم الله في كتابه مع الأنبياء، فإن لم يكونوا أنبياء فهم علماء هداة.

10.  أن بعض الشر أهون من بعض، وارتكاب أخف الضررين أولى من ارتكاب أعظمهما، لقول القائل من إخوة يوسف : " لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب "

11.  أن الشئ إذا تداولته الأيدي، وصار من جملة الأموال، لا يعلم حله من حرمته، فلا إثم على من باشره ببيع أو شراء، فإخوة يوسف قد باعوه بيعاً محرماً، فذهبت بيه السيارة إلى مصر وباعوه بها .

12.  الحذر من الخلوة بالنساء، اللائي يخشى الفتنة منهن، والحذر أيضاً من المحبة التي يخشى ضررها.

13.  أن الهم الذي جاء به يوسف، هم دافعه بتقوى الله ولا يلام عليه، لأن الهم الذي يلام عليه العبد، الهم الذي يساكنه، ويصير عزماً ، ربما اقترن به الفعل.     

14.  أن من كان مخلصاً لله في إيمانه، يدفع الله عنه أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين "

15.  ينبغي للعبد إذا رأى محلاً فيه فتنة وأسباب معصية، أن يفر منه ويهرب.

16.  إذا وجد المسروق في يد السارق، خصوصاً إذا كان معروفاً بالسرقة، فإنه يحكم عليه بالسرقة، وهو أبلغ من الشهادة.

17.  أن الملك ترتبط به أحوال الرعية ومصالحها، وبصلاحه تصلح، وبفساده تفسد.

18.  ما عليه يوسف من الجمال الظاهر والباطن، فأما الظاهر فهو ما أوجب للمرأة التي هو في بيتها ما أوجب، وأما الباطن فهو العفة العظيمة عن المعصية، مع وجود الدواعي الكثيرة لوقوعها.

19.  أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، وهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين، إما معصية أو عقوبة دنيوية، أن يختار العقوبة على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة في الدنيا والأخرة.

20.  ينبغي للعبد عند وجود أسباب المعصية أن يلتجئ إلى الله لحمايته منها ، " وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين"

21.  أن العلم والعقل يدعوان صاحبهما إلى الخير، وينهيانه عن الشر، وأن الجهل يدعو صاحبه إلى موافقة هوى النفس.

22.  ينبغي على العبد أن يخلص العبادة لله في الرخاء والشدة، فقد كان يوسف عليه السلام نعم العبد قبل السجن وبعده وأثناء مكوثه فيه.

23.  من فطنة المرء أنه إذا وجد أحد له قابلية للدعوة، دعاه إلى الله، كما فعل يوسف عليه السلام مع فتيان السجن ودعاهم إلى عبادة الله .

24.  أن من وقع في مكروه وشدة، لا بأس أن يستعين بمن له قدرة على تخليصه، أو الإخبار بحاله، كما قال يوسف للفتى : " اذكرني عند ربك "

25.   أنه ينبغي للمسئول أن يدل السائل على أمر ينفعه، مما يتعلق بسؤاله، وذلك في بيان يوسف لرؤيا الملك وكيف ينبغي لهم أن يفعلوا.

26.  أن العلم له الفضيلة على الصورة الظاهرة، فقد دخل يوسف السجن بسبب جمال خلقته، وخرج منه بسبب علمه وخلقه.

27.  أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه، وأنه داخل في الفتوى، لقوله : " قضي الأمر الذي فيه تستفيان "

28.  أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من صفات الكمال من علم أو عمل، إذا كان في ذلك مصلحة ولم يقصد به العبد رياء وسلم من الكذب ، لقول يوسف : " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "

29.  لا تذم الولاية إذا كان المتولي فيها يقوم بما يقدر عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وأنه لا بأس بطلبها إذا كان أعظم كفاءة من غيره.

30.  حسن تدبير يوسف لما تولى خزائن الأرض، حتى صار أهل الأقطار يقصدون مصر لطلب الكيل منها.

31.  مشروعية الضيافة، وأنها من سنن المرسلين، لقول يوسف لإخوته : " ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين"

32.  أن سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم، لقول يعقوب عليه السلام لأولاده : " هل آمنكم عليه كما أمنتكم على أخيه من قبل "

33.  استعمال الأسباب الدافعة للعين وغيرها من المكاره، حيث قال يعقوب لبنيه : " لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة"

34.  جواز استعمال المكايد التي يتوصل بها إلى الحقوق، كما فعل يوسف ليحبس أخاه معه.

35.  ينبغي لمن أراد أن يوهم غيره بأمر لا يحب أن يطلع عليه، أن يستخدم المعاريض القولية والفعلية، كما قال يوسف لإخوته : " معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده " ولم يقل سرق متاعنا .

36.  أنه لا يجوز للإنسان أن يشهد إلا بما علمه، لقول إخوة يوسف : " وما شهدنا إلا بما علمنا ".

37.  أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وإنما الذي ينافيه الشكوى إلى المخلوقين، لقول يعقوب عليه السلام : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "

38.  جواز إخبار الإنسان بما يجد، وما هو فيه من مرض أو فقر ونحوهما على وجه غير التسخط، كما قال إخوة يوسف : " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر "

39.  ينبغي لمن أنعم الله عليه بنعمة بعد شدة وفقر وسوء حال ، أن يعترف بنعمة الله عليه ولا يزال ذاكراً حاله الأولى، كما قال يوسف : " وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو "

40.  ينبغي للعبد أن يتملق إلى الله دائماً في تثبيت إيمانه، ويعمل الأسباب الموجبة لذلك، ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة، كما فعل يوسف عليه السلام : " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والأخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين " .


الخميس، 30 أبريل 2020

مريم



مريم
حبيبتي ....
دي أول مرة ح أكتب لك فيها
ماعرفش ليه مافكرتش أكتب قبل كدة
انتى دلوقتي عندك سبع شهور بالتمام والكمال
أنا مش مصدق والله J
للأسف بتكبري يوم ورا يوم وأنا بعيد عنك
مش عارف لحد إمتى
بس عاوزك تعرفي حاجة واحدة بس
إن قلبي انشق على حبك
حب ماشوفتوش وماعينتوش قبل كدة
لدرجة إني خايف
أيوة خايف عليكي طبعاً
بس خايف برضه على قلبي منك
خايف يكون تعلقي بيكي أكتر من ربنا والعياذ بالله
وعاوزك تعرفي إني سبتك واتغربت عشانك والله
أيوة بأحب أمك وأيوة عاوز أحسن من وضعي
لكن إنتي السبب الأول
مش عاوز ف يوم يعدي عليكي يكون نفسك في حاجة ماقدرش أجيبها ليكي
أيوة دي طريقة غلط في التربية عارف
لكن أنا بحبك
ونفسي تبقي معايا
وبأحسد أمك على إنها قادرة تشوفك بتكبري قدام عينيها
وبتعملي حركات أول مرة تعمليها J
مهما حصل بعد كدة ..... مهما يكن
افتكري إن أبوكي ماحبش في حياته قدك ولا حتى نفسه

السبت، 11 أبريل 2020

هل تلبس خاتمك في السبابة والوسطى ؟


اتفق العلماء على جواز التختم بالذهب للنساء- على ألا تبديه للأجانب لأنه من الزينة - ، وتحريم ذلك على الرجال، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من علماء المسلمين كالننوي وابن عبد البر – رحمهما الله –
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذهب والحرير : " إن هذين حرام على ذكور أمتي حِل لنسائها " أخرجه الترمذي والنسائي وصححه الألباني
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده "، فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم.

أما التختم بالفضة، فقد اتفق الفقهاء على أنه جائز للمرأة، واختلفوا في حكمه للرجل على قولين، مباح وسنة،
والراجح والله أعلم أنه مباح، لحديث البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي، قيل : إنهم لا يقبلون كتاباً إلا بخاتم، فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً حلقته فضة، ونقش فيه : محمد رسول الله )
فلم يتخذ النبي خاتماً إلا لما قيل له ذلك، كما اتفق أهل العلم أن أفعال النبي التي لا يقصد بها القربة فلا يندب فعلها.
واتفق أهل العلم أنه يحرم التختم عند الزواج بإعتقاد أن ذلك مما يحفظ الود بين الزوجين، كما أنه تشبه بغير المسلمين.

وأما التختم بالمعادن النفيسة كالياقوت واللؤلؤ، فقد قال الشافعي – رحمه الله - : " ولا أكره للرجال لبس اللؤلؤ إلا للأدب، وأنه من زي النساء لا للتحريم، ولا أكره لبس ياقوت أو زبرجد إلا من جهة السرف و الخيلاء "

ويجوز التختم في اليد اليمنى واليسرى، فقد ثبت " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه في يمينه " رواه أبو داؤد
كما ثبت " كان الحسن والحسين يختتمان في يسارهما " رواه الترمذي
وقال الألباني رحمه الله : " وهذه الأحاديث تدل على أن الغالب هو تختم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باليمين، وهذا لا يمنع جواز التختم باليسار كما ثبت في بعض الأحاديث "

أما الأصابع التي يجوز فيها التختم، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث علي رضي الله عنه قال : " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم في إصبعي هذه أو هذه " وأومأ إلى الوسطى والتي تليها .
قال الننوي رحمه الله : ( ويكره للرجل جعله في الوسطى والتي تليها لهذا الحديث، وهي كراهة تنزيه )
بينما ذهب ابن حزم – رحمه الله – إلى حرمة ذلك، وهو الراجح والله أعلم.

أما عن الحكمة من ذلك النهي، فقد قال بعضهم أن خاتم النبي كان في خنصره لأنه أبعد من الامتهان فيما يتعاطى باليد لكونه طرفا ولأنه لا يشغل اليد عن العمل وعما تتناوله.
وخص بعض الفقهاء التحريم بالرجل، أما المرأة فلها أن تتختم في جميع أصابع يديها ورجليها.
قال النووي في شرح مسلم: ( وأجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، وأما المرأة فإنها تتخذ خواتيم في أي أصابعها ).
وقال ابن عثيمين رحمه الله : " الخاتم يلبس في الخنصر وفي البنصر وفي الوسطى هذا هو الأكمل والأفضل سواءٌ بالنسبة للرجل أو للرجل والمرأة لكن لو جرت العادة بأن المرأة تتحلى بالخواتم في أصابعها الخمسة فلا حرج في ذلك "
بينما جاء في " الإنصاف لمعرفة الراجح من الخلاف " للمرداوي  : ( أكثر الأصحاب لم يقيدوا الكراهة في اللبس بالسبابة والوسطى بالرجل بل أطلقوا ).

واتفق الفقهاء على جواز النقش على الخاتم كإسم صاحب الخاتم أو غيره، واختلفوا في نقش الذكر ولفظ الجلالة بين الحرمة والحِل.
واتفقوا على حرمة النقش إذا كان حرزاً من العين لأنه يأخذ حكم التميمة، كما اتفقوا على حرمة نقش الصور وذلك لحرمة التصوير.

كما اختلف الفقهاء فيما بينهم عن وزن الخاتم المباح فمنهم من قال ألا يزيد وزن الخاتم عن درهمين، والدرهم يعادل في هذه الأيام 2,975 جرام، ولكن الراجح هو الإباحة ولو تعدى ذلك الوزن.

هذا والله أعلم

الخميس، 9 أبريل 2020

هل تعرف الصبر حقاً ؟!



قد يتبادر إلى ذهنك فور قرائتك للعنوان أني سأتحدث عن قصص الصابرين وثواب وجزاء الصبر عند رب العالمين، وذلك ولا شك مما يشحذ الهمم ويعين على تحمل البلاء ليكون لنا فيمن سبقونا عبرة وعظة
ولكن الصبر كعمل قلبي في المقام الأول، يجب معرفة ماهيته قبل السؤال عن ثوابه أو التحدث بأخبار رجاله
وبقدر ما يبدو ذلك بديهياً، إلا لو أنك سألت أحدهم كيف هو الصبر؟  لما استطاع أن يضع لذلك فقهاً عملياً ينتهجه!!

فما هو الصبر ؟!
الصبر لغة هو نقيض الجزع، وهو التجلد وحسن الإحتمال، والصبر عن المحبوب حبس النفس عنه، والصبر على المكروه احتماله.

وعرفه أهل العلم بأنه الصمود المستمر على الأشياء المؤلمة نفسياً وتحملها بروح عالية ونفس طيبة دون إظهار ملامح الإستياء والإنفعال على الوجه بحيث لا تكون مرئية أو محسوسة من قبل الاخرين.

أما اصطلاحاً فقد كان للصبر معان مختلفة حسب علماء الدين،
قال الأصفهاني : هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع ، وعما يقتضيان حبسها عنه .
وقال ذو النون المصري : هو التـباعد عـن المخالفـات ، والسكون عند تجرع غصص البلية ، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
وقال الجرجاني : هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله .
وقال ابن القيم : هو حبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.
وحكي أبو بكر الأنباري عن بعض العلماء أنه قال : إنما سمي الصبر صبراً لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصبر ( وهو دواء مر معروف عند العرب قديماً ).

أما أنواع الصبر، فهناك أنواع حسب درجته هي:
الصبر : وهو حبس النفس عما لا يُحسَن
التصبر : وهو الصبر بتكلف وتمرن، كما جاء في حديث النبي – صل الله عليه وسلم – " ومن يتصبر يصبره الله "
الأصطبار : هو أبلغ من التصبر، فلا يزال المرء يتصبر حتى يصير اصطباراً
المصابرة : وهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر، أي كان ذلك الخصم من فعل مشين أو شخص وخلافه، كما في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " 

أما عن الفرق بين الصبر والإحتمال، فإن إحتمال الشئ هو كظم الغيظ  فيه، أما الصبر على الشئ هو حبس النفس عن المقابلة عليه بالقول والفعل.

وهناك من قسم الصبر إلى بدني ونفسي
وغيرهم قسمه إلى إجباري كالصبر على المرض
واختياري كالصبر على الأعمال الشاقة

وهناك من قسم الصبر حسب ما يتعلق به إلى :
·        صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها
·        صبر على المعاصي حتى لا يقع فيها
·        صبر على الأقدار حتى لا يتسخطها

ولا شك أن تلك التقسيمات يتفرع منها تقسيمات أخرى كالصبر على الظلم والصبر على فقد الأحبة والصبر على الإبتلائات وغيرها.

وإننا حين نبذل ذلك الجهد كله في معرفة الصبر فقط ليس ذلك إلا لمنزلته من الدين، فقد قال إمام أهل السنة والجماعة أبو عبد الله أحمد بن حنبل: " ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في تسعين موضعًا "
للترغيب في الصبر وبيان عظم أجره، فقد قال تعالى : " أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا " القصص
وقال رسول الله – صل الله عليه وسلم – في الحديث  الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري : " ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر "

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا).

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي

لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أ...