السبت، 11 أبريل 2020

هل تلبس خاتمك في السبابة والوسطى ؟


اتفق العلماء على جواز التختم بالذهب للنساء- على ألا تبديه للأجانب لأنه من الزينة - ، وتحريم ذلك على الرجال، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من علماء المسلمين كالننوي وابن عبد البر – رحمهما الله –
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذهب والحرير : " إن هذين حرام على ذكور أمتي حِل لنسائها " أخرجه الترمذي والنسائي وصححه الألباني
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده "، فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم.

أما التختم بالفضة، فقد اتفق الفقهاء على أنه جائز للمرأة، واختلفوا في حكمه للرجل على قولين، مباح وسنة،
والراجح والله أعلم أنه مباح، لحديث البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي، قيل : إنهم لا يقبلون كتاباً إلا بخاتم، فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً حلقته فضة، ونقش فيه : محمد رسول الله )
فلم يتخذ النبي خاتماً إلا لما قيل له ذلك، كما اتفق أهل العلم أن أفعال النبي التي لا يقصد بها القربة فلا يندب فعلها.
واتفق أهل العلم أنه يحرم التختم عند الزواج بإعتقاد أن ذلك مما يحفظ الود بين الزوجين، كما أنه تشبه بغير المسلمين.

وأما التختم بالمعادن النفيسة كالياقوت واللؤلؤ، فقد قال الشافعي – رحمه الله - : " ولا أكره للرجال لبس اللؤلؤ إلا للأدب، وأنه من زي النساء لا للتحريم، ولا أكره لبس ياقوت أو زبرجد إلا من جهة السرف و الخيلاء "

ويجوز التختم في اليد اليمنى واليسرى، فقد ثبت " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه في يمينه " رواه أبو داؤد
كما ثبت " كان الحسن والحسين يختتمان في يسارهما " رواه الترمذي
وقال الألباني رحمه الله : " وهذه الأحاديث تدل على أن الغالب هو تختم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باليمين، وهذا لا يمنع جواز التختم باليسار كما ثبت في بعض الأحاديث "

أما الأصابع التي يجوز فيها التختم، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث علي رضي الله عنه قال : " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم في إصبعي هذه أو هذه " وأومأ إلى الوسطى والتي تليها .
قال الننوي رحمه الله : ( ويكره للرجل جعله في الوسطى والتي تليها لهذا الحديث، وهي كراهة تنزيه )
بينما ذهب ابن حزم – رحمه الله – إلى حرمة ذلك، وهو الراجح والله أعلم.

أما عن الحكمة من ذلك النهي، فقد قال بعضهم أن خاتم النبي كان في خنصره لأنه أبعد من الامتهان فيما يتعاطى باليد لكونه طرفا ولأنه لا يشغل اليد عن العمل وعما تتناوله.
وخص بعض الفقهاء التحريم بالرجل، أما المرأة فلها أن تتختم في جميع أصابع يديها ورجليها.
قال النووي في شرح مسلم: ( وأجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، وأما المرأة فإنها تتخذ خواتيم في أي أصابعها ).
وقال ابن عثيمين رحمه الله : " الخاتم يلبس في الخنصر وفي البنصر وفي الوسطى هذا هو الأكمل والأفضل سواءٌ بالنسبة للرجل أو للرجل والمرأة لكن لو جرت العادة بأن المرأة تتحلى بالخواتم في أصابعها الخمسة فلا حرج في ذلك "
بينما جاء في " الإنصاف لمعرفة الراجح من الخلاف " للمرداوي  : ( أكثر الأصحاب لم يقيدوا الكراهة في اللبس بالسبابة والوسطى بالرجل بل أطلقوا ).

واتفق الفقهاء على جواز النقش على الخاتم كإسم صاحب الخاتم أو غيره، واختلفوا في نقش الذكر ولفظ الجلالة بين الحرمة والحِل.
واتفقوا على حرمة النقش إذا كان حرزاً من العين لأنه يأخذ حكم التميمة، كما اتفقوا على حرمة نقش الصور وذلك لحرمة التصوير.

كما اختلف الفقهاء فيما بينهم عن وزن الخاتم المباح فمنهم من قال ألا يزيد وزن الخاتم عن درهمين، والدرهم يعادل في هذه الأيام 2,975 جرام، ولكن الراجح هو الإباحة ولو تعدى ذلك الوزن.

هذا والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي

لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أ...