بحيرات مياه مالحة تقع بين الجزء الشمالي والجنوبي من قناة السويس، وتتكون
من بحيرتان البحيرة المرة الكبرى والبحيرة المرة الصغرى،
وحفرت تلك البحيرات بطول 11 كيلو مترًا عام 1955 فى عهد الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر بعد حفر قناة السويس بسنوات وذلك بعد أن كانت
وديانًا جافة، وكانت بمثابة توسيع للقناة ضمن عدة تفريعات أخرى هى تفريعة كبريت وتفريعة
البلاح.
تبلغ مساحة البحيرات المرة حوالي 250 كيلو متر مربع، وهى الأكثر شهرة
في البحيرات لأنها مورد مهم فى إنتاج الأسماك بالإسماعيلية، وتقدر الثروة السمكية الناتجة من البحيرات
المرة بحوالي خمسة ألاف وسبعمائة طن سنوياً،
إلا أن تلك الثروة تعرضت لأضرار كبيرة في الأونة الأخيرة نتيجة التلوث
الناتج من السفن العابرة للقناة، وتقلص مساحة البحيرات نتيجة الردم والبناء
عليها!!
وهناك أصوات تنادي بعمل ميناء عالمي على تلك البحيرات حيث تتوافر فيها
المقومات السياحية والإقتصادية اللازمة لذلك.
ونظراً لمناخ مصر الحار فإن المياه المفقودة نتيجة البخر يتم تعويضها بمياه
البحر التي تتدفق إلى البحيرة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر بحرية، ولذا
فإنها تساعد على تقليل أثر المد والجزر في قناة السويس.
وبجانب الأهمية الإقتصادية، ترجع أهمية تلك البحيرات التاريخية لأهمية
الأحداث التي تمت علي سطح مياهها،
ففي 14 فبراير 1945 اجتمع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت مع الملك عبد
العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية على متن سفينة حربية أمريكية في
البحيرة المرة الكبرى ويقال أنها كانت بحضور ملك مصر والسودان فاروق الأول.
وتم عقد اتفاق كوينسي – نسبة إلى إسم السفينة الحربية التى تم عقد اللقاء
عليها - الذي ينص أهم بنوده على توفير الولايات المتحدة الحماية اللامشروطة
للسعودية، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التى تحتاجها الولايات المتحدة.
كما أنه أثناء حرب 1967 أغلقت قناة السويس، تاركة حوالي 14 سفينة محتجزة إجبارياً
في البحيرات المرة حتى عام 1975 وأصحبت تسمى هذه السفن ب " الأسطول الأصفر
" لأن رمال الصحراء بعد فترة قصيرة قد غطت السطح الخارجي للسفن.
ويذكر أن تلك السفن كانت من بلاد مختلفة هي ألمانيا الغربية والسويد
والولايات المتحدة وبريطانيا وبلغاريا والنرويج وبولندا وتشيكوسلوفاكيا،
وعند افتتاح القناة مرة أخرى فإن السفن الوحيدة التي تركت القناة اعتماداً
على محركاتها الذاتية بعد تلك المدة الطويلة هي السفن الألمانية لتصل لميناء
هامبورج في مايو 1975 واستقبلهما ثلاثون ألف متفرج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق