أهل البغى :
هم الجماعة ذات الشوكة والقوة تخرج عن الإمام بتأويل سائغ معقول كأن يظنوا كفر الإمام أو حيفه وظلمه، فيتعصبون ويرفضون طاعته ويخرجون عنه .
أحكامهم :
أولاً : أن يراسلهم الإمام فيسألهم عما ينقمون منه ، وعن أسباب خروجهم عنه، فإن ذكروا مظلمة لهم، أو لغيرهم أزالها الإمام، وإن ادعوا شبهة من الشبه كشفها الإمام لهم وبين وجه الحق منها، وذكر لهم دليله فيها، فإن فاءوا إلى الحق قُبلت فيئتهم، وإن أبوا قوتلوا وجوباً من كافة المسلمين ، لقوله تعالى : " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ " .
ثانيا:
لا ينبغي قتالهم بما من شأنه أن يبيدهم ، كالقصف بالطائرات أو المدافع المدمرة، وإنما يقاتلون بما يكسر شوكتهم ويرغمهم على التسليم فقط .
ثالثاً:
لا يجوز قتل ذراريهم ولا نسائهم ولا مصادرة أموالهم .
رابعاً:
لا يجوز الإجهاز على جريحهم ولا قتل أسيرهم واتباع مدبرهم ، لقول على - رضى الله عنه - يوم الجمل : " لا يقتلن مدبر، ولا يجهز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن " .
خامساً:
إذا انتهت الحرب وانهزموا فلا يقاد منهم ولا يطالبون بشيء سوى التوبة والرجوع إلى الحق ، لقوله تعالى : " فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "
تنبيه:
إذا اقتتلت طائفتان من المسلمين لعصبية أو مال أو منصب بدون تأويل فهما ظالمتان معاً ، وتضمن
كل واحدة منهما ما أتلفت من نفس ومالٍ للأخرى .