مع إعلان القوات المسلحة المصرية عن العملية " سيناء 2018 " لتطهير سيناء من الإرهاب، تعالت أصوات كل الأطراف الإقليمية والدولية بين مؤيد ومعارض ومشكك.
وبطبيعتي كمحب لهذه البلاد وجيشها بعيداً عن رأي سياسي في القادة العسكريين أو كيفية إدارة أمور البلاد، فإني لا أقوى على التشكيك في النوايا أو النتائج التي تأتي تباعاً في بيانات يومية متتالية !!
ولكن ذلك لا يمنعني من التساؤل، ما هو المدى الزمني المقرر للعملية ؟ وهل تلك الأهداف كانت معلومة ومرصودة أم أنه تمشيط عشوئي ؟
وإذا كانت معلومة ومرصودة، فلما الأن بعد توجيهات الرئيس بثلاثة أشهر ؟!!
أم أنه تم تأجيلها قبيل الإنتخابات لإستخدامها سياسياً ؟!!
وما هي الأثار الجانبية والنتائج السلبية لتلك العملية ؟ والتى لا محالة كائنة
وتأتي كل تلك الأسئلة بعد تقرير منظمة العفو الدولية عن العملية، وذلك بناءاً على فيديو تم نشره على حساب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يظهر أفراد القوات الجوية تقوم بتسليح طائرات مقاتلة مصرية بقنابل عنقودية أمريكية الصنع
وقالت المنظمة أن إستخدام الجيش لتلك القنابل يجب أن يتوقف فوراً، وأضافت أن القوات الجوية المصرية لديها تاريخ حافل بالهجمات غير القانونية، ففي عام 2015 وحده نفذت القوات الجوية أكثر من عملية من بينها الغارات الجوية على المناطق المكتظة بالسكان في سيناء مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من السكان ومن بينهم أطفال
والغارات الجوية على ليبيا والتي استهدفت منازل المدنيين، وتلك التي استهدفت سياح مكسيكيين كانوا في رحلة بمنطقة الواحات في الصحراء الغربية.
وقالت نجية بونعيم، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: "إن غطاء الرقابة والسرية المفروض على سيناء أعطى أفراد القوات المسلحة الشعور بأنه يمكن لهم أن يرتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مع الإفلات التام من العقاب. وقد تفاقمت هذه القضية بسبب قمع الحكومة للصحفيين الذين يتجرؤون على انتقاد العمليات التي يقوم بها الجيش " .
وذلك كله يجعلنا نتعجب من فائدة إظهار القنابل العنقودية في فيديو إعلاني فضلاً عن إستخدامها !!وهل العمليات الموجودة في سيناء حالياً تستلزم إستخدام ذلك النوع من القنابل المحظور إستعمالة دولياً ؟!!
إن الرد الواضح والصريح على تلك التساؤلات يخرس الألسنة المشككة ويغلق باب التكهن، فهل من مجيب ؟!