ثقى بأن هنالك فرقاً كبيراً بين حقيقتى الباطنة ، وحقيقتى الظاهرة لعامة الناس !... أقسم لك إنى فى الباطن خير بكثير من الظاهر ؛ لأن الباطن هو ملكى ومن صنعى ، ولكن الظاهر هو ملك الناس ، ومن صنع الظروف !... وأنا لست ممثلاً ، ولم أحاول يوماً التمثيل ، فأصنع للناس ظاهراً رائعاً بيدى ، بل تركتهم هم يصنعون لى ما شاءوا من أردية ، دون أن أحفل بغير حقيقتى التى أعيش معها داخل نفسى !.....
ثقى بأنى أعيش داخل نفسى فى عالم نقى مرتفع قدسى ، فإذا خرجت إلى المجتمع انطفأت تلك الأضواء من حولى ، وزال عالم السحر الذى كنت فيه ، وبدوت فى ثياب من السخف ، لست أدرى كيف ألقيت على ؟!
إنى لأدهش أحياناً لأولئك الذين أعطوا المقدرة على خداع الناس ، فيظهرون فى المجتمع مسوح القديسين .... وهم فى باطنهم من أفجر الماجنين ...... بينما أنا أبدو أحياناً للناس هازلاً دائم البسمة ، وفى باطنى الجد ، وفى طبيعتى الصرامة !.....
إنى رجل مخلص مع نفسه وكفى ، وليس يعنيه الباقى ! كل ما يحيا فى أعماق النفس يهمنى ، أما ما يطفو على السطح من زبد ، وما يعرض على الأنظار من صدف ؛ فلا شأن لى به .
عندما أنتهيت من قراءة هذه السطور لتوفيق الحكيم ، وقفت لحظة وقلت : هذا أنا !!!!!!!!
ولو أنى لست بخيرية راهب الفكر الذى وصفه الكاتب ، إلا أنى شعرت فى باقى كلامه أنه يتحدث عنى !!!!!!!!!
وهذه فائدة أن تقرأ للعمالقة وتترك الأقزام ، فإنك لا محالة ستجد نفسك بين أسطرهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق