منذ فترة قرأت الرواية الرائعة " الحب فى زمن الكوليرا " للأديب العالمى ماركيز ، وأحببت أن أشارك الناس ببعض الكلمات الرائعة من الرواية ، لكنى لضيق الوقت لم أستطع أن أنقل إلا جزء يسير أتمنى أن تجدوه شيقاً كما وجدته .
** المبضع هو أكبر دليل على فشل الطب
** لقد احتفلا باليوبيل الذهبى لزواجهما منذ وقت قريب ، وقد أثرت هذه الحياة الطويلة معاً فأصبح واحدهما لا يستطيع العيش لحظة واحدة دون الأخر ، أو دون التفكير به ، وقد تناقصت هذه القدرة مع دنو الشيخوخة . لم يكن بمقدور أى منهما الإعتراف إن كانت تلك العبودية المتبادلة تعود للحب أم للراحة ، لكنهما فضلا عدم التساؤل عن ذلك أبداً ، وفضلا تجاهل الإجابة دائماً .
** كانت حياتهما ستختلف كثيراً لو أنهما تعلما فى الوقت المناسب أن حل نكبات الزواج الكبرى هو أسهل من تصريف الخلافات اليومية العادية ، وما تعلماه بعد هذه الخبرة هو أن الحكمة تأتى عندما لا تعود ذات جدوى .
** أكبر مصيبة فى هذا البيت هى أن المرء لا يجد فيه إلى النوم سبيلاً .
** فليذهب السيد الأسقف إلى الخراء !.
** هذا يثير قرف حظيرة أرانب .
** من المؤسف أننا ما زلنا نرى منتحرين بدوافع غير الحب .
** من لا ذاكرة له فليصنع ذاكرة من الورق .
** صلت لله أن يمنحه لحظة من الحياة على الأقل ، كى لا يمضى دون أن تعبر له عن حبها الذى فاق شكوكهما كلها ، وأحست بأهمية اللحظة وكان استعجالها لا يقاوم لاستعادة الحياة معه ثانية منذ اللحظة الأولى لتقول له كل ما لم تقله ، ولتقوم بإعادة عمل كل شئ كانت قد أساءت تأديته فى الماضى ، لكنها رضخت للاستسلام أمام عناد الموت .
** أحست بالسعادة ، لأنها كانت قد محته من حياتها منذ سنوات طويلة ، وكانت هذه هى المرة الأولى التى تراه فيه بوضوح طهره النسيان . وقبل أن تتمكن من شكره على الزيارة ، وضع قبعته فوق قلبه ، مرتعشاً ووقوراً وأخيراً انبلج الخراج الذى تحمله طوال حياته منفجراً قائلاً : " فيرميننا ، لقد انتظرت أكثر من نصف قرن لأجدد لك العهد بالوفاء والحب الأزلى " .
كانت فيرمينا داثا تعتقد أنها تقف أمام معتوه . وكانت ردة فعلها الأولى ، لأنه انتهك حرمة بيتها فيما جثة زوجها ما زالت ساخنة فى القبر ، أن لعنته ، لكن الوقار منعها من الغضب ، فقالت له : " إذهب من هنا ، ولا تدعنى أرى وجهك ثانية فى كل السنوات المتبقية لك فى الحياة ، وأتمنى أن تكون سنواتك الباقية قليلة " .
** انفجرت بالبكاء على طريقتها ، للمرة الأولى منذ وقعت المصيبة ، وحيدة دون شهود . بكت لموت زوجها ، لوحدتها وغضبها ، وعندما دخلت غرفة النوم الخاوية بكت نفسها ، لأنها نادراً ما نامت فى هذا الفراش وحيدة منذ فقدت عذريتها . كل أشياء زوجها كانت تستثير بكاءها : الخف ذو الشرابة ، البيجاما تحت الوسادة ، مكانه الفارغ على طاولة الزينة ، رائحته على جسدها ، وارتعشت أمام فكرة مبهمة : " على الناس الذين يحبهم المرء أن يأخذوا كامل أشيائهم معهم عندما يموتون " .
** وفيما هى نائمة ومنتحبة فكرت بفلورنتينو أريثا أكثر من تفكيرها بزوجها الميت .
** لكن الصبية رفعت نظرها لترى من الذى يمر عبر النافذة ، وكانت هذه النظرة العابرة بداية كارثة حب لم تنته بعد مرور نصف قرن من الزمان .
** أما فيرمينا داثا فكانت بعيدة كثيراً عن مجرد الحس بالفضول عن الحب ، وكل ما أثاره فيها فلورينتينو أريثا هو قليل من الأسى ، إذ بدا لها عليلاً . لكن العمة قالت لها ستحتاجين عمراً طويلاً لمعرفة طبيعة الرجل الحقيقية ، وكانت مقتنعة أن ذاك الذى يتسمر فى الحديقة يومياً لمجرد رؤيتهما تمران ، لا يمكن إلا أن يكون مريضاً بداء الحب .
** انتهز فرصتك الأن وأنت شاب لتتألم بقدر استطاعتك لأن هذه الأمور لا تستمر طول العمر .
** انتهزت فترة النقاهة لتؤنبه على سلبيته خلال انتظاره الرد على الرسالة ، وذكرته أن مملكة الحب مقفلة بوجه الضعفاء ، لأنها مملكة قاسية وشحيحة ، وأن النساء لا يسمحن لغير الرجال ذوى الروح الحازمة بالولوج إليها ، لأنهم يبعثون فيهم الطمأنينة التى يتعطشن إليها لمواجهة الحياة .
** لم يكن نموذجاً للرجل الذى كانت ستختاره ، لكن نظارته وزيه الكهنوتى وأساليبه الغامضة أثارت فيها فضولاً من الصعب مقاومته ، كما أنها لم تتصور مطلقاً أن يكون الفضول هو أحد أقنعة الحب الكثيرة .
لم تستطع أن تفسر كيف قبلت الرسالة ، لم تؤنب نفسها على ذلك ، لكن الضغط الذى سببه لها الوعد الذى قطعته أن ترد على الرسالة عقد حياتها . باتت كل كلمة من أبيها ، وكل نظرة وأدنى حركة يقوم بها تبدو لها شركاً سيكشف سرها ، وأخذت تمتنع عن الحديث على المائدة خوفاً من زلة لسان تفضحها ، بسبب هذا الذعر الذى تعيشه .
وصارت تحبس نفسها فى الحمام فى أى وقت ، دونما حاجة ، وتعيد قراءة الرسالة فى محاولات لاكتشاف رموز سرية أو معادلة سحرية مخبأة فى واحد من الثلاثمائة والأربعة عشر حرفاً فى الثمانى والخمسين كلمة ، على أمل أن تجد فيها أكثر مما تقوله .
وازدادت وتيرة سيطرته على أفكارها ، فباتت تفكر فيه بطريقة لم تخطر لها على بال يوماً ، فهواجسها تجعلها تراه حيث لا يكون وتتمنى وجوده فى أماكن لا يمكن أن يكون فيها ، وتستيقظ فجأة بإحساس أنه حولها يتفرج عليها وهى نائم عند عقب سريرها .
** كانت تلك السنة التى وقعا فيها بالحب المدمر ، لم يشغلهما فى الحياة سوى الأحلام وتفكير الواحد بالأخر ، وانتظار الرسائل بشوق كشوق الرد عليها . ولم يتح لهما يوماً التحدث مع بعضهما فى ذلك الربيع الهاذى ولا فى السنة التى تلت ، بل أكثر من ذلك : فمنذ لقائهما الأول وخلال نصف قرن من الزمن وإلى أن كرر عليها قراره بالحب الأبدى ، لم يحصلا بتاتاً على فرصة اللقاء منفردين ولا الإمكانية لتبادل الحديث عن حبهما . ومع ذلك ، لم يمر يوم واحد خلال الأشهر الثلاثة الأولى دون أن يتبادلا الرسائل ، بل كانا يكتبان لبعضهما مرتين يومياً فى بعض الفترات .
استاذ محمد
ردحذفعن جد لن اصف لك مدى سعادتي وأنا اقرأ و اعيد القراءه مره اخرى كي افهم بعض الجمل وما تحمله دعني أعلق على بعضها
هذه هي المره الاولى التي تراه فيه بوضوح طهره النسيان
ياااااااااااه على الجمله وروعتها كيف للنسيان أن يطهرنا من كل الخطايا والذنوب ليس في حق الآخرين وإنما في حق أنفسنا
على الناس الذين يحبهم المرء أن يأخذوا كامل اشيائهم معهم عندما يموتون
عندي تعديل بسيط ياريت الناس اللي حياتنا لما يقررواالرحيل بدون سبب ياخدوا معاهم كل حاجه بما فيها ذكرياته ودي أهم حاجه أما من يرحلون رحيل مادي طالما احتلوا جزء من الكيان والوجدان لن يرحلوا حتى برحيل اشيائهم معهم
تحياتي وعميق تقديري
جزاكم الله خيرا
حذفسعيد بزيارتك
نورتينى