حدثني أحد الإخوة بضرورة أن أكتب عن التبرج والسفور فى المجتمع ، وأن الأمر تخطى كل الحدود، حتى أن النساء كدن أن يمشين عرايا فى الشارع !! ، وانتشرت دعاوى خلع الحجاب ودعاوى نزول النساء إلى كل معترك ومنافسة الرجال على كل منصب والتخلى عن أى شئ فى سبيل تحقيق ذلك .
قال تعالى : " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً،وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله "
وأتعجب ممن يقول أن هذا خاص بأمهات المؤمنين ، فهن أطهر نساء العالمين وأمروا بذلك فكيف لغيرهم ؟!! ، وكيف يقول المدعي مع قوله تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما " ، فإن كانت ترى نفسها من نساء غير المؤمنين فلتفعل المرأة ما شاءت !!
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " صنفان من النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم
وعن أبي هريرة قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل " رواه أبو داود
وقال صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية " صحيح النسائى
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " فقالت أم سلمة : فماذا يصنعن النساء بذيولهن ؟
قال : " يرخين شبراً "
قالت : إذن تنكشف أقدامهن
قال : " فيرخينه ذراعاً ولا يزدن على ذلك " رواه الترمذى وصححه الألباني
وقال رسول الله : " ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار " رواه البخارى
الغريب أن الناس عكسوا الأمر فى هذا الزمان فأصبح الرجال يرخون والنساء تقصر فيما أسميه أنا " ظاهرة التشمير " !!!
إحداهن ترتدى كل ما يصف ويشف ويحدد ، ثم تضع قطعة من القماش تحجب نصف شعرها - إن فعلت - لترضي ما تبقى لديها من بقايا ضمير وتتشدق أنها لم تترك فرضية الحجاب !!!
وأمر أن الحجاب تخلف ورجعية وعادة ، وأن التبرج والسفور حرية وتقدم ورقيّ أمر منذ قديم الأزل ، وما تلبث تلك الدعاوي أن تنتهي وتندثر وتفيد أكثر مما تضر ، فبالكلام عن الحجاب يدفع الكثيرات إلى البحث عن أدلة فرضية الحجاب وشروطه ، إلى جانب كشف وفضح الوجه القبيح لكثير من الرموز المذيفة !!!
ووصل أمر احتقار الحجاب والمحجبات عند البعض أن فى بعض المناطق الراقية والمدن الجديدة يرون أى محجبة - حجاب شرعى - يرونها على أنها خادمة أتت لتخدم في بيت أحدهم أو لتعمل فى أحد المحال ويستحيل أن تكون من ساكني المكان !!!
كان النبي خارجاً من المسجد فوجد النساء اختلطن مع الرجال فى الطريق فقال - صلى الله عليه وسلم - : " استأخرن فليس لكن أن تحققن ( تتوسطن ) الطريق ، عليكن بحافات الطريق " ، فكانت إحداهن ثوبها يعلق بالحائط فى الطرقات إمتثالاً لأمر رسول الله ، وإني والله لأتعجب من أمر نساء هذا الزمان فلو أنك تسير وقابلت إحداهن فى الطريق لا تنحرف أبداً إلا إذا انحرفت أنت أولاً ولو أدى ذلك إلى الإصطدام !!!
وإني لا أتعجب أبداً من تبرج امرأة ففى الأخير هى امرأة لا خلاق لها تشبه ذلك الرجل الذى لا يصلى ولا يصوم - المهم القلب أبيض - !! ، ولكن العجب كل العجب من الرجل القائم على أمر هذه !! ، كيف يسمح لها أن تخرج هكذا ؟!! ، كيف يسير بجوارها وأعين الناس تنهشها ؟!! ، كيف ينفق ماله لتشترى ما يعولها ملابس فاضحة وأدوات تجميل تخجل بعض النساء ارتدائها ووضعها فى بيتها لزوجها ؟!!!
وما يدعوك للغرابة أكثر أن كثير من هؤلاء الرجال - إن صح ذلك اللقب عليهم - من المصلين الحريصين على الإلتزام بقواعد الدين وتجد زوجاتهم وبناتهم غاية فى التبرج والسفور ، ولكن لا غرابة وقد أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى قبل أربعة عشر قرناً ، فقال صلى الله عليه وسلم : " سيكون في أخر أمتى رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهن فإنهن ملعونات " السلسلة الصحيحة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة : مدمن الخمر والعاق والديوث الذى يقر فى أهله الخبث " رواه أحمد والنسائى ، وأهله هم زوجته وابنته وأخته ومن يعول ، وأما الخبث فهو الزنا وبواعثه ودواعيه وأسبابه .
وكل ذلك مبعثه إختفاء الغيرة من قلوب الرجال ، ففى الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلاً مع امرأتى لضربته بالسيف غير مصفح عنه ، فبلغ ذلك رسول الله فقال : " أتعجبون من غيرة سعد ؟ ، فوالله لأنا أغير منه ، والله أغير منّى ، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "
والحل كل الحل فى عودة الرجولة والنخوة إلى الرجال ما دام أنهن لا يقتنعن ولا يهتدين لأمر الدين ، فالرجل لا يسمح لمن تحت رايته أن تتبرج ولا أن تلين بالقول تحت مسمى الصداقة والزمالة فهو باب عظيم من أبواب الشر ، والرجل لا ينظر لمتبرجة فى الشارع ولا يفكر فى الإقتران بها ليجعلها أماً لأولاده ، فإذا اهتدى الرجال وأصبحوا رجالاً حقاً ثم التزموا بقواعد الدين لن ترى امرأة واحدة متبرجة ولن تجد ديوث واحد يدعو للتبرج ، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .