السبت، 9 مايو 2015

أمي وأهلها


إن الإسلام الحنيف قد اهتم بحياة الإنسان الروحية والجسدية ، ولم يكن كأي ديانة أخرى تقوم بحث متابعيها إلي ترك الدنيا والإنعزال عنها !! ، بل حث على العمل إلي أخر رمق بل إلي قيام الساعة فقال تعالى : " هو الذى خلقكم من الأرض واستعمركم فيها " أي أمركم بإعمارها، وقال - صلي الله عليه وسلم - : " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " .

ولمّا كان الإسلام يحث على العمل والسعي في الدنيا ، كان لزاماً أن يهتم بصحة ذلك الإنسان المعمر ، فاعتبر أن صحة الإنسان ونفسه إنما هي أمانة عنده وليست ملكه ، فلا يجوز له التفريط فيها أو تعريضها للخطر بحال ، قال تعالى " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا " ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها ( أي يطعن ) في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا " .

واهتم الإسلام بوقاية الإنسان من الأمراض التى قد تعوقه من أداء مهامه الموكل بها، قبل أن يهتم بعلاجه إذا أصابته، فدعا إلي النظافة وجعل الطهارة شرطاً لصحة أهم الأعمال وهي الصلاة فقال سبحانه : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "، وقال النبي - صلي الله عليه وسلم - " الطهور شطر الإيمان "، ودعا إلي نظافة الثياب فقال تعالى : " وثيابك فطهر" .

ودعا الإسلام ورغّب في الصيام فقال - صلي الله عليه وسلم - : " صوموا تصحوا " ، ونظم عملية الطعام والشراب فقال تعالى : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، وقال - صلي الله عليه وسلم - : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " .

وحث الإسلام علي الاستيقاظ مبكراً فجعل فريضة من فرائض الدين  تقام فى البكور قبل طلوع الشمس ، وقال - صلى الله عليه وسلم - " بارك لأمتي في بكورها "

حتى ما يسمى بالحجر الصحي فقد وضع الإسلام قواعده قبل أربعة عشر قرناً في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها "

وغير ذلك من عشرات الأحاديث التي تحث المسلم على النظافة الشخصية والإعداد البدني والحرص على الصحة وتجنب الأمراض والأوبئة وما يؤدي إلي هلكة المرء .

أما إذا أصاب المسلم مرض ، فهو مؤمن مسلم لأمر الله يتخذ بكل الأسباب الممكنة لدفع ذلك المرض ما استطاع، لا يستسلم للمرض ولا يقنط من رحمة الله ، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : " ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه " ، وقال : " ما خلق الله داء إلا وقد خلق له دواء، عرفه من عرفه، وجهله من جهله ، إلا السام ( أى الموت ) " ، وقال : " الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكيّة نار ، وأنهى أمتي عن الكي "

وحث الدين على التعامل مع الأمراض أنها ابتلاء يرفع من الدرجات ويحط من السيئات ، قال جابر بن عبد الله : دخل النبي على أم السائب وهي ترفرف فقال : ما لك يا أم السائب ؟، قالت : الحمى لا بارك الله فيها ، فقال : " لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني أدم كما يذهب الكير خبث الحديد "

ومهما طال المرض بالمؤمن فلا يدفعه ذلك إلي تمني الموت لأنه يعلم أن ما بعد الموت أعظم ، وأنه ما زال في دار العمل فإن مات إنقطع عمله ، لذا قال النبي - صلي الله عليه وسلم - : " لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا "، وقال : " خير الناس من طال عمره وحسن عمله " 

لعل القارئ بعد كل ذلك يسأل نفسه ما علاقة ذلك كله بأمي وأهلها - اللي هما أخوالي يعني - ؟!!!
العائلة جميعها بما فيهم والدتى الغالية ، يرتعبون من المرض ، وترتعد فرائصهم منه ، وهم مع ذلك لا يسعون للعلاج ، إذا أصاب أحدهم موجة برد يظن أنه إلتهاب رئوي ويظل يسعل حتى تكاد تصدقه!!! 
وبيوتهم تنقلب حزناً ومئتماً لمرض أحدهم ، وتلك الحالة النفسية لا شك أنها تزيد من مرض المريض !!! ، غير أنهم أعداء للأطباء ، ولا يحبون الذهاب إليهم ظانين أنه مال مهدر بدون فائدة ترجى !!!
أظن أني وأبي وإخوتى وجميع العائلة نفضل أن نموت على يد طبيب فى غرفة العمليات اليوم ، على أننا نستسلم ونعيش بالمرض أعوام!! ، إلا أن أخوالي يفضل أحدهم أن يموت اليوم بمرضه ولا يفتح أحدهم بطنه ليعيش أعوام !!!

وهذا حوار دائم بيني وبين أمي يتكرر كل أسبوع مرة على الأقل 
أمي : أنا حأموت يا محمد
أنا : بعد الشر عنك يا ست الناس 
أمي : أنا حاسة إن عندى سرطان فى العضم 
أنا : ليه بس كدة ما احنا عملنا كل الأشعة والتحاليل والدكاترة قالوا إنك محتاجة عملية فى فقرة من الفقرات
أمي : هما الدكاترة دول فاهمين حاجة ؟!!
أنا : طب ما تيجي نجرب وإنتى كدة كدة مش حتخسرى حاجة ، أقصى ما فيها حتفضلي تعبانة 
أمي : لعاشر مرة بأقولك مش حأعمل عملية !!!
أنا : براحتك يا أمي 

بعدها بيوم ......

أمي : أنا حأموت يا محمد
أنا : كلنا لها يا أمي ، يعني لو متى مش حتلاقى حد هناك ؟ :)
تضحك وتقول : تصدق إنك عيل خسارة فيك التربية 
أنا : الغلط برضه عند حضرتك إنك ماربتنيش كويس :)
نسكت قليلاً فأقول : إلا صحيح يا ماما ، عايزة مقرئ مين فى ميتمك ؟ :)
نتضاحك وتعود إلى سؤالها بعد أيام :)

هناك 8 تعليقات:

  1. ربنا يشفى والدتك وأمهاتنا أجمعين ويبارك فى صحتها
    الى بيكون فيه طبع كره الدكاتره مهما حاولت مش هيقتنع ومش بيروح إلا لما تبقى الحالة حرجه
    بر الأم والاب واجب ولكن فى حالة مرضهم برك ليهم إنك تجبرهم على العلاج حفاظا على حياتهم وسلامتهم وبالنسبه للصحة والمرض والحياة ولاموت بيد الله سبحانه وتعالى فيه ناس كان ممكن تقوم ماتت وربنا بيكتب ليهم الحياة وناس بتبقى صحتها حلوة وفجأه تقع . اما حكاية المشرط بتاع الدكتور فعمليات العظام بعيدة عن الاماكن الخطره وبقت من أسهل العمليات عند الجراحين.
    تحياتى أخى محمد

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم أمين
      بأحاول والله معاها
      ربنا يهديها وتوافق وربنا يشفي مرضى المسلمين
      منورني دايما

      حذف
  2. هههههههههههه اضحك الله سنك وبارك لك فى امك وشفاها وعافاها يارب

    على فكرة الام لما تكون بتحب ابنها اوى وبترتاح لكلامه بيبقى هو ده تصرفها اسألنى انا

    سلامى للحاجه ودعواتى لها بالف سلامه يارب ربنا يطمنك عليها يامحمد ويخليك لها
    مساء الفل

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك يا ابتسام
      جزاكي الله خيرا
      نورتي

      حذف
  3. حفظ الله الوالدة
    ولا تحاول ان تغير
    من معتقداتها.....لن تُفلح ☺

    ردحذف
  4. سلامه والدتك الف الف الف سلامه
    بالرغم.من انى بحب الدكاتره ولو.ححصلى اى حاجه صغننه اروح علطول اكشف لكن كنت بفكر فى مرض امى ورحلتها مع السرطان
    وانى لو بعد الشر بعد الشر حصلى انا كده هعمل ايه
    فكرت انى وقتها مش هروح.لدكاتره ومش هتعالج وهستسلم للموت بدل ما اتعذب بالكيماوى والقرف ده
    :(
    مش عارفه اقولك ايه بس المرض ده شىء صعب بجد ربنا يعافينا يارب كلنا ويشفى.كل مرضى المسلمين

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك
      لاااااا إنتي صح جدا
      وجعتيني والله
      ربنا يرحم الوالدة والعلاج مش عذاب
      جزاكم الله خيرا
      نورتي

      حذف

فضيحة ووترجيت وإستقالة الرئيس الأمريكي

لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أ...