ابنة العم .... باكينام ... باكي ... كما يناديها الجميع ... اسم اختاره
عمه في بداية سلم غناه وتوديعه لأيام الفقر وعوزته ... ليقطع به أي شبهة لفتاته
بالفقر.
أشرف مأمور الضرائب ... والذي برغم راتبه الجيد إلى طبقة هو ينتمي إليها
... إلا أنه يظل فقيراً معدماً إلى عمه .
كان أشرف يعشق فيها براءة الطفولة ... وعذوبة الشباب ... وتفاصيل جسد امرأة
مكتملة الأنوثة .
هو لا ينسى تعابير وجهها عندما أحضر قطع الشوكلاتة المستوردة التى علم أنها
تحبها ... فوجدها كالطفلة تقفز فرحاً لدمية أشتراها لها أبوها ... ونسي بذلك راتب
الشهر الكامل الذي دفعه في ثمنها، مع قولها : شكراً يا روفة ... أنا بحبك قوى
- وأنا كمان بحبك
كان تقصد حب الأخوة بلا شك ... وكان يقصد عشقاً قد تخطى جنبات قلبه فظهر
على وجهه وجسده النحيل .
كان يعجب لنفسه ... كيف يختارقلب المرء لنفسه ما يرفضه عقله
ف باكي فتاة مدللة... متبرجة في معياره ... جاهلة بأمور المنزل ... ولا
تعلم طريق مطبخهم.
كل الصفات التي لم يرجوها يوما في زوجة له
ولكن ما الحيلة
والقلب يهوى والعين تشتاق وتفضح
لا يمر اسبوع إلا وتحتفل باكي بشئ ما ... عيد ميلاها ... عيد ميلاد إحدى
قريناتها ... عيد فركشة إحدى صديقتها مع البوى فرند ... عيد أن هذا الأسبوع ليس به
عيد !!
وكانت الحفلات تقام في حديقة فيلا سعيد بيه والدها بإحدى التجمعات السكنية
، أو بإحدى فيلات أباء زميلاتها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ذلك الوسط الذي يندر
وجود اختلاف بين أفراده.
يعلم أشرف بكل تلك الإحتفالات عن طريق صورها الجديدة كل اسبوع على
الإنستغرام ، كل اسبوع لون وتسريحة شعر ، لون روج ، ملابس جديدة من الخارج يظهر ذلك
من هيئتها
لا يستطيع أشرف أن يواكب ذلك ... ولا يحب أن يراها كذلك
تصادق الشباب ... وتهاتف الرجال .. وتضحك مع هذا ... وتمزح مع ذاك
لا يريد مسميات ... لا يريد مبررات ... فقط يريدها له ... قل تملك إذا شئت
... رجعية وتخلف ... تزمت .. قل ما تود أن تقوله ... غير أنه يرغب وبشدة في الزج
بها في سجن قلبه .
كان يرى أحياناً وهو العاقل الرشيد أنها ملكه ... فهي ابنة عمه الذي يحبه
ويبادله حباً بحب ... وهي التى انشق القلب عن حبها ... وتربوا سوياً مذ أن كانوا
صغارا ... ويرى أنه أكثر الناس محاولة لإسعادها .
والباقي الأعظم من الوقت كان رشده يعود إليه، فيعلم أنها يجب أن تختاره كما
اختارها ... يجب أن تختاره رغم كل الأشياء التى تراها في أصدقائها الرجال فتفضل
صحبتهم على صحبته ... كما اختارها وقبل بعداوة عقله لهذا الإختيار .
- انت فين يا أشرف ؟
جائه صوت عمه على الهاتف، يحمل شجناً غير معتاد
- أنا راجع من الشغل، مش خير؟!
- طب تعال اتغدى معانا، إيه أول مرة أعزمك ع الغدا عندي ؟
- لا أبداً .. تحت أمرك يا بابا
عمه الموافق طبعه طباعه ، لا ينفك عن المزاح ، يبدو أن لديه ما يزعجه حقاً
وبعد أن تناولا طعام الغداء ... وكما توقع فإن عمه متجهم لشئ يؤرقه
- أمال فين باكي ؟
- أنا جايبك النهاردة عشان الست زفتة
- خير إن شاء الله
- الأول عاوزك تعاهدني على إن اللي حأقوله ده يفضل بيني وبينك بس
- يا عمي إنت عارف إني ....
قاطعه
- عارف إن عمرك ما بتنقل أو تخرج كلام، بس ريحني وعاهدني
- أعاهدك يا عمي
- بنت عمك جابت راسنا الطين، ونامت مع عيل كلب مايسواش في سوق الرجالة
تلاتة مليم
ذُهل أشرف لما سمع ... كان يعلم أنها متحررة ... ولكن ألهذا الحد
واختلطت مشاعره بين كره وحب وخوف
استطرد عمه قائلاً :
- كان ممكن أجيب الواد وأقتله ... أو اجبره على الجواز ... لكن الواد أبوه
واصل قوي في البلد ... ولما كلمته بالذوق ... قالي ماعرفش حاجة عن بنتك ... ربي
بنتك الأول
اغرورقت عيناه بالدموع ... ولم يستطع إكمال كلامه
وجد أشرف عمه في موقف لم يره مثله قط ... فقد رآه حين مات أبوه ورغم حبه
الجارف له ... إلا أنه كان جلداً لم يذرف عبرة واحدة ... وجده يشهق من كثرة البكاء
، ورأسه لا ترتفع عن الأرض ... وتعجب كيف أن لغشاء رقيق بين قدمي امرأة يمكن أن
يزل رجال ؟!!
- ارفع راسك يا بابا ... واستهدى بالله ... خلينا نشوف حل للكارثة دي .
قال وما زالت الدموع تتوالى
- ما أنا جبتك النهاردة عشان عارفك راجل ... يا ابني ماقدرش أقتلها ... أنا
روحي فيها
- قتل إيه بس يا بابا ... استهدى بالله
- يبقى تتجوزها
وقع القول كالصاعقة على رأسه ... ربما لو قيل في مناسبة أخرى لطار به فرحاً
ماذا يفعل ؟!! ... يقبل بحب حياته ... يرفض بنتاً سيئة السمعة ... ويرفض
معها حلم عمه بستر الفضيحة التي ألمت به ... مئات من الأفكار والخواطر مرت على
رأسه في ثوان
- ح أسال حضرتك سؤال... لو جاوبتني بصدق ... أنا موافق ،
هو لو الموضوع ده ماكنش حصل ، حضرتك وباكي ... كنتوا ح تقبلوني لو اتقدمت ؟
- بصراحة يا ابني انت تستاهل بنت أحسن من باكي مليون مرة ... بس أنا ماكنتش
ح أوافق لأني كنت عاوز ليها واحد يشدها لفوق ... أنا بأصدقك القول .
- وأنا شاكر لصراحتك يا عمي ... وبأقول لحضرتك إنك ح تفضل أبويا وصاحبي ...
لكن أنا ماقدرش أعمل كدة ... ولا أتحمل هذا الأمر نفسياً.
خرج من عنده وهو يشعر بشهوة نصر على نفسه ... التي كانت ولأخر لحظة تذوب
عشقاً في ابنة العم
وعلم أنه لا يريد أن يكون البطل الفاضل في الرواية الساقطة
مساء الورد يامحمد
ردحذفاولا احيك على السرد الجميل والقصه اللى شدتنى لاخركلمه وموقف جميل من صاحب القصه وكبريائه اللى فرح به
جميل والله اسعدنى وقتى مع قصتك ودايما مبدع
مساء الفل
حذفمنوراني دايما
وشكرا على كلامك الجميل
جميلة يا مبدع
ردحذفأكيد كنت قاعد ساعة عصرية ومزاجك حلو هههههه
أتمنى تكون بخير وسلامة
تحياتى
نسيت التعليق على القصه
حذفموقف الشاب موقف صحيح ومحدش يقدر يلومه فيه وخصوصا سؤاله لانه عايز يعرف هل ليه قيمه توازى اى ماديات ام لا وإن كان انتصاره فى النهايه هو الى حسسه بانه اغلى بكتير من كل ممتلكات عمه لكن احيانا الواقع بيكون مختلف فى النهايه لان السمعه واحده
تحياتى مره أخرى
فعلا صدقت
حذفأحياناً بنخضع ونرضخ لضغوط أكبر مننا
منورني دايما يا جمال :)