دائماً
ما كنت أتفكر فى صغري في أيات الله إعمالاً لقوله تعالى :
﴿إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ
النَّار﴾
وأكثر
تأملي فى ذلك النجم الذي يغرق الكون بالنور ، وأحببت أشعته التى تعدو بالنماء على
مخلوقات الله وإبداعه سبحانه فى تصوير ذلك النجم الهائل ، وتلك الشمس الرائعة .
وفى نفس
الوقت قرأت قوله تعالى :
﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ
يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا ﴾ ، وقوله تعالى : ﴿ إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ﴾ ، وتكوير الشمس هو ذهاب ضوئها .
فتبادر
سؤال إلى ذهني
هل سأحرم
نور الشمس ومتعة دفئها في الجنة ؟!!
ولكني
وجدت أيات الله واضحة في ذلك الشأن في قوله تعالى :
﴿ نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾
﴿ لَهُمْ
فِيهَا مَا يَشَاءُونَ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾
الله
سبحانه قدير أن يرزقنى ويرزق غيرى بما يشتهي دون أسباب أو مسببات وعداً عليه حق ،
فلا يشترط وجود شمس حتى أتمتع بالنور والدفء !!
ويظل
سؤالاً عالقاً
إذا كان
لا يوجد هناك شمس فمما يستظل الناس ؟!! ، فمعلوم أن الظل لا يكون إلا من شمس أو
حر، و الجنة لا شمس فيها
لقوله تعالى : ﴿ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا ﴾ ، وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ
فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾
وإذا لم
يكن هناك شمس ولا قمر ولا شروق أو غروب ، فكيف يعرف أهل الجنة الليل من النهار فى
قوله تعالى :
فوجدت أن
ابن كثير – رحمه الله – قد بين أن الظلال لا يشترط أن تكون حتى يستظل بها وإنما هى
من كمال التنعم والزينة ، كما يفعل أهل الدنيا فى أسقف منازلهم .
وقال
الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لحديث النبي صلى الله عليه و سلم:" إن في
الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، و اقرؤوا إن شئتم:" و ظل
ممدود"": وقوله في ظلها أي في نعيمها وراحتها ومنه قولهم عيش ظليل وقيل
معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها ومنه قولهم أنا في ظلك أي ناحيتك قال
القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس
وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى"
وأما
الثانية فقد قال زهير بن محمد : " ليس في الجنة ليل ، هم في نور أبدا ، ولهم
مقدار الليل والنهار ، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، و يعرفون مقدار النهار برفع الحجب
، وفتح الأبواب."
وقال
الإمام الطبرى : " إنما يعني أن الذي بين غدائهم وعشائهم في الجنة قدر ما بين
غداء أحدنا في الدنيا وعشائه ، وذلك لأنه لا ليل في الجنة ولا نهار "
وقال ابن
تيمية رحمه الله :
" واﻟﺠﻨﺔ
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺲ وﻻ ﻗﻤﺮ ،وﻻ ﻟﻴﻞ وﻻ ﻧﻬﺎر،ﻟﻜﻦ تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل
العرش "
وقد
تتسائلون يا إخوتى لما أشغل نفسي بذلك إذا كان الأولي أن أشغلها بالعمل لدخول
الجنة أولا ، ولكني أخذت الأمر من الناحية العلمية ، وقد تكلم فى هذه المسائل
الكثير من العلماء قد نقلت لكم مختصر منها .
ولأن
الله ما أنزل البشريات ولا الزواجر إلا ليستبشر المؤمن فيزداد فى إحسانه ، ويزدجر
المفرط فيكف عن ذنوبه .
علمني
الله وإياكم ورزقنا نعيم الجنة وظلالها
اللهم ارزقنا التفكر
ردحذفوالتدبر فى ملكك وخلقك
أمين
حذفنورتى